كريم اسماعيل استراحة نفسية 2025

اسمي كريم إسماعيل، عمري 29 سنة، بدأت حياتي بشغف كبير لكرة القدم، كنت بحلم أكون لاعب كبير وأمثل النادي اللي بحبه. لعبت 15 سنة، منهم 13 سنة في نادي الزمالك، وخلال الفترة دي كنت كابتن الفريق، وتم تصعيدي للفريق الأول وقت ما كان المدرب الأجنبي فييرا موجود. الحلم كمل لما شاركت مع منتخب مصر مواليد 1993 بقيادة الكابتن ربيع ياسين، وكانت دي من أجمل لحظات حياتي.

وسط كل ده، كنت بحب الناس جدًا وبحب أفرحهم. كنت أنزل الشارع قبل التمرين وأصوّر مع الناس اللي مكشّرة وأحاول أرسم الابتسامة على وشوشهم. ومن هنا عملت مبادرة اسمها “Happy Selfie”، وبدأ شباب كتير يشاركوا فيها بعدي. ولإني كنت بحب الرسم، بدأت أمارسه بجدية، وقررت أعمل منتجات يدوية، فبدأت مشروعي الصغير أبيع فيه بوكيهات ورد وميداليات من عجينة السيراميك. بعد فترة حسيت إني مهتم أكتر بمجال التسويق، فدخلت أنشطة طلابية وتعلمت الـMarketing، لكن بعدها لقيت نفسي منجذب أكتر لفكرة إني أكون محاضر تحفيزي يلهم الناس.

بدأت أطبّق التحفيز على زمايلي في الفريق، ولاحظت تأثير كبير. بعدين جربت مع إخوات أصحابي اللي في ثانوي، ومع قرايبي اللي في الجامعة، وفعلاً كانت النتايج إيجابية. قررت أعمل محاضرات صغيرة بتذكرة بـ10 جنيه، وأحيانًا كنت بدفع زي الحضور أو أكمل من جيبي، لكن بعد ما خلص أصحابي، مابقاش فيه حضور كبير. جربت أعمل جلسات في الجامعة ومعارف، لكن لما الحضور قل، قررت أنزل أعمل جلسات في الشارع، في الرصيف بمنطقة الدقي. بعد فترة وقفت شوية علشان أطور نفسي، ورجعت بمحاضرات أطول وأعمق، لدرجة إن الحضور بقى يقعد من 4 لـ12 ساعة. العدد بدأ يزيد من 10 أشخاص، لـ20، وبعدين 30، لحد ما وصلنا لـ50 مقعد بيتم حجزهم في يومين أو تلاتة.

في يوم جالي عرض أعمل محاضرة أمام 250 شخص، وكنت بحلم بالعدد ده، لكن الشخص اللي عرض عليّ استغل الموقف، فكرامتي منعتني أكمل معاه، وقررت أعملها لوحدي. بدأت أتعلم إزاي أنظم وأسوّق لمحاضرة كبيرة، وكلمت أصدقائي من الأنشطة الطلابية علشان نختار القاعة ونحط خطة. كنا مستهدفين 250 شخص، لكن طبعت 1000 تذكرة وختمتها واحدة واحدة. كنت فريق التسويق، وفريق المبيعات، والشخص اللي بيرد على التعليقات والتليفونات (وأحيانًا بغير صوتي هاها).

الضغط كان رهيب، بين التدريبات اليومية والمواصلات والتحضير والتسويق، ماكنتش بنام تقريبًا، وحسيت إني بقيت شبه Zombie. هنا كان لازم أختار، هل أكمل في الكورة ولا أركز في المحاضرات. القرار كان صعب، لكن اخترت أسيب الكرة بعد 15 سنة لعب، وأتفرغ تمامًا لمجال التحفيز.

أهلي كانوا خايفين جدًا، ورفضوا الفكرة في البداية، لكني قلت لهم: “سيبوني أثبت لكم إني بعمل حاجة”. كملت في التسويق، والبيع، والتحضير، وكان هدفي إني ما أحلمش بـ250 شخص، لكن أملأ القاعة كلها. قبل المحاضرة بأسبوعين كان عندي 1000 حجز، و650 شخص في قائمة الانتظار. خلال التحضير اكتشفت إن التحفيز وحده مش كفاية، وإنه لازم يكون معاه علم وأدوات عملية، فبدأت أدرس علم النفس وعلم الأعصاب المرتبط بالسلوك الإنساني.

قررت تكون محاضراتي مبنية على ثلاث ركائز: العلم، والخطوات العملية، والتحفيز. المحاضرة الأولى بالأسلوب ده نجحت نجاح كبير، ووالدي طلع على المسرح، وحضني قدام الناس، وكانت لحظة مؤثرة جدًا. لكن النجاح ماكانش النهاية، وكنت دايمًا بسأل نفسي: “إيه اللي بعد كده؟”.

عملت محاضرة “Find Yourself” وقدمتها في أكتر من محافظة، وقررت كل سنة أعمل محاضرة جديدة وأطور من نفسي. التحقت بدورات احترافية، وحصلت على شهادة Life Coaching، وأصبحت من أصغر مدربي الحياة في مصر. بعد كده حضرت محاضرة “Dreamcatcher”، ورغم إن كل حاجتي اتسرقت قبلها بشهرين، قدرت أعيد بناءها من الصفر في أقل من شهر ونص، وأنا ماكنش معايا غير ثمن سندوتش طعمية في اليوم.

مع الوقت بدأت أدرس البزنس أكتر، علشان أنا مش بس محاضر، أنا صاحب شركة. حصلت على اعتماد كـBusiness and Career Coach من ICF، وكنت أصغر مدرب يحصل على الشهادة في مصر. وسّعت شغلي لورش تدريبية لتأهيل متحدثين محترفين، ودعمت شركات ناشئة، واشتغلت في Life & Career Coaching بشكل أعمق.

آخر سنتين ركزت على دراسة علم السعادة من خلال علم النفس الإيجابي، واكتشفت إنه أصبح علم معترف بيه عالميًا. قررت أعمل محاضرة جديدة في 9-9 في الإسكندرية، وأخرى في القاهرة في نفس الشهر. النهارده أقدر أقول إن الشاب اللي اتقاله “هتضيع نفسك”، قدر يدخل معظم جامعات مصر زي القاهرة وعين شمس وحلوان وGUC وBUE وAUC وMUST وMSA والشروق، وتعامل مع شركات محلية وعالمية.

الخلاصة إن مفيش نجاح بيجي من يوم وليلة، ومفيش طريق ممهد، والتحديات جزء من الرحلة. النجاح الحقيقي بيجي من الصبر، والتعلم، والعمل المستمر، وعدم الاستسلام. أنا مش أكتر واحد ناجح، لكني مثال لشخص حاول، واتعلم، واتعب، ووصل للحلم اللي رسمه لنفسه، ولسه الطريق قدامه طويل. ولو أنا قدرت، فأنت كمان تقدر.